بواسطة: طالبة طب | فاطمة سامي
يُعد فشل القلب أحد أكثر أمراض القلب شيوعًا، خاصة مع التقدم في العمر، حيث تشير الدراسات إلى أنّ أكثر من ستة ملايين شخص في الولايات المتحدة وحدها يعانون منه. هذا المرض يحدث عندما يعجز القلب عن أداء وظيفته الأساسية، وهي ضخ الدم المؤكسج إلى أعضاء الجسم وإعادة استقبال الدم غير المؤكسج. ومع تراجع هذه القدرة، لا يحصل الجسم على ما يكفيه من الدم، مما يؤدي إلى تراكم السوائل في الرئتين والساقين ويؤثر بشكل مباشر على حياة المريض ونشاطه اليومي جراء مضاعفات متعددة في اجهزة الجسم الحيوية.
من أبرز العلامات التي قد تشير إلى فشل القلب هي صعوبة التنفس. في البداية قد يظهر هذا العَرض أثناء القيام بمجهود بدني، لكنه قد يتطور ليظهر حتى في أوقات الراحة أو أثناء النوم، إذ قد يستيقظ المريض على نوبات من انقطاع النفس. ويعود السبب في ذلك إلى احتقان الأوردة الرئوية وتسرب السوائل إلى الرئة، الأمر الذي قد يتسبب أحيانًا في السعال المصحوب بقطرات دم.
كما يعاني كثير من المرضى من تورّم وزيادة ملحوظة في الوزن بسبب تجمع السوائل في أنحاء مختلفة من الجسم. ويحدث ذلك نتيجة ضعف القلب في ضخ الدم بالكفاءة المطلوبة، مما يؤدي إلى تراكم الدم داخله وعدم قدرته على استقبال الدم القادم من الأعضاء. هذا الضعف ينعكس أيضًا في صورة شعور مستمر بالتعب والإرهاق، إذ لا تصل كمية كافية من الدم إلى الأعضاء الحيوية، فيصبح القيام بأبسط الأنشطة اليومية مرهقًا بشكل مضاعف.
ومن العلامات التي لا تقل شيوعًا زيادة وتسارع ضربات القلب. فالقلب، في محاولة لتعويض ضعفه، يسرع من وتيرة نبضاته ليتمكن من ضخ كمية أكبر من الدم، غير أن هذه المحاولة قد تزيد من معاناة المريض وتضاعف شعوره بعدم الارتياح.
تتنوع الأسباب التي تؤدي إلى فشل القلب، ويأتي في مقدمتها ضعف عضلة القلب نفسه، وارتفاع ضغط الدم المزمن الذي يجهد الشرايين والقلب على حد سواء. كما قد يكون المرض نتيجة لأمراض أخرى مثل قصور الكلى أو السمنة المفرطة، إضافة إلى عوامل نمط الحياة كالإفراط في تناول الكحول أو الخمول وقلة الحركة. وهناك أيضًا أسباب طبية مثل بعض أنواع العلاج الكيماوي التي تؤثر سلبًا على صحة القلب.
ورغم خطورة هذا المرض، فإن التشخيص المبكر والمتابعة الدورية مع الطبيب يساهمان بشكل كبير في تحسين جودة حياة المريض والحد من مضاعفاته. لذلك، فإن إدراك هذه الأعراض والتعامل معها بجدية يمثلان خطوة أساسية نحو حماية القلب والمحافظة على صحته.
Sources: